ملحمة الأطلال
يا فؤادي رحم الله الهوى كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على اطلاله وارو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى
لست أنساك، وقد ناديتني بفم عذب المناداة رقيق
ويدٍ تمتد نحوي كيدٍ من خلال الموج مدت لغريق
وبريق يظمأ الساري له اين في عينيك ذياك البريق؟
ذهب العُمرُ هباء فأذهبي لم يكن وعدكِ إلا شبحا
أنظُري ضحكي ورقصي فرحا وأنا أحمل قلباً ذُبحا
ويراني الناسُ روحاً طائراً والجوى يطحنني طحن الرّحى
أين من عيني حبيبٌ ساحرٌ فيه نبل وجلالٌ وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً ظالمُ الحُسنِ، شهيُّ الكبرياء
عبقُ السحرِ كأنفاس الرّبى ساهم الطرف كأحلام المساء
مشرقُ الطلعة، في منطقهِ لغة النور، وتعبيرُ السماء
يا حبيباً زرت يوماً أيكهُ طائر الشوق أغني ألمي
وحنيني لك يكوي أضلعي والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقب في موضعي مرهف السمع لوقع القدم
أعطني حريتي واطلق يديا إني أعطيتُ ما استبقيت شيَّا
آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقِه وما أبقى عليا
ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسر، والدنيا لديا؟
ياحبيبي ، كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدرانا ذات يوم بعدما عزَّ اللقاء
فإذا أنكر خِلٌّ خِلّه وتلاقينا لقاء الغرباء
لا تقل شِئنا وقل لي الحظ شاء.