حماس تكشف عن اعتقال ضابط مصري تسلل لغزة لـ'التخابر والقيام بمهمات خاصة'

غزة ـ 'القدس العربي' ـ من اشرف الهور:
كشف فتحي حماد وزير الداخلية في حكومة غزة التي تديرها حركة حماس عن تمكن اجهزة الامن من اعتقال ضابط مصري كبير، قال انه تسلل للقطاع بهدف جمع معلومات عن الحركة الى جانب القيام بـ'مهمات خاصة'، في سابقة تنذر بتفاقم الخلاف بين الحركة ومصر.
وقال حماد ان هذا الضابط المصري دخل القطاع بطريقة غير شرعية 'لجمع معلومات عن ابناء الشعب الفلسطيني والحكومة ومهمات اخرى'.
وذكر ان الاجهزة الامنية في غزة اعادت هذا الضابط الى مصر، وانتقد حماد عملية التسلل التي قام بها الضابط، ودعا مصر الى تشكيل لجنة امنية مشتركة لتنسيق التعاون بين الطرفين، 'وليس من خلال ضباط يخرقون جدار الامن الفلسطيني'.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة 'فلسطين' المقربة من حماس والتي تصدر في غزة 'كان يجب على مصر ان توجه تحقيقاتها ضد الاحتلال وكيف يتسلل افراده الى الاراضي الفلسطينية والمصرية، وان تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وليس ارسال ضباط يتسللون الى غزة لجمع معلومات عن المقاومة، وتعذيب الفلسطينيين المعتقلين لديها من اجل الحصول على معلومات ضد غزة'.
وفي القاهرة قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان هذه المعلومات ليست سوى 'اختراع لحماس' في محاولة لبدء حوار مع مصر.
وقال زكي ان 'هدف حماس هو العمل على ان تتحدث اليها مصر من جديد'.
وانتقدت مصر حركة حماس بشد عدة مرات لرفضها التوقيع على وثيقة مصالحة صاغتها القاهرة بعدما رعت طوال اكثر من ثمانية اشهر مفاوضات بين حركتي فتح وحماس.
وزاد توتر العلاقة بين الجانبين بعد ان باشرت مصر ببناء جدار فولاذي على حدودها مع القطاع لوقف عمليات التهريب من الانفاق. كما تعلن القاهرة'بانتظام'عن'كشف'وتدمير'انفاق'على'الحدود'مع'القطاع.
وصعدت حماس الاسبوع الماضي لهجتها ازاء السلطات المصرية وحملتها مسؤولية مقتل خمسة فلسطينين خلال اسبوعين. لكن مصر نفت ذلك.
وشن حماد هجوما على السلطات المصرية، واتهمها بالاستمرار في اعتقال عدد من الفلسطينيين في سجونها 'وتعذيبهم بشكل مروع، دون ارتكابهم لاي مخالفة او جناية او جنحة ضد مصر او امنها'.
وطالب في ذات الوقت مصر بالافراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين لديها 'دون قيد او شرط واغلاق هذا الملف فورا'، وقال ان ما تقوم به السلطات المصرية من اعتقال ضد الفلسطينيين يعد 'خارج اطار تعاليم الاسلام والعروبة وحق الجيرة'.
وانتقد بشدة التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية مع الفلسطينيين المعتقلين لديها لاتهامهم بـ 'اعمال المقاومة'، وكذلك انتقد التحقيقات التي تجرى مع المعتقلين لمعرفة مكان اعتقال الجندي الاسرائيلي الاسير لدى فصائل المقاومة في غزة غلعاد شليط.
وعن الاتصالات بين حكومة حماس ومصر، اوضح حماد ان الاتصالات بين الجانبين 'محدودة جدا'، وقال 'اذا ما تمت فانها تتم عن طريق الاتصال عبر المستويات غير الرسمية'، لافتا الى انها تقصلت اكثر 'عند جمود العمل السياسي في ما يتعلق بملف المصالحة'.
واشار الى ان مصر تقوم بالاتصال بغزة حول بعض القضايا الامنية 'خاصة اذا كانت لديهم معلومة امنية تتهددهم هناك في سيناء يقومون بالاتصال بنا للتنسيق وحل تلك المشكلة'.
وفيما يتعلق بالحراك في ملف المصالحة، قال حماد انه 'لا جديد يذكر في ملف المصالحة، وان هذا الملف اصبح من الملفات المجمدة'، معربا عن امله في ان يتم تحريكه في الايام القادمة.
يشار الى ان العلاقة بين حماس ومصر تشهد توترا، منذ ان رفضت حماس التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، وزاد التوتر في اعقاب مقتل جندي مصري في صدامات وقعت مطلع شهر كانون الثاني (يناير) الماضي على الحدود الفاصلة بين جنوب القطاع ومصر.
وتقول حركة حماس ان السلطات المصرية تعتقل عددا من ناشطيها منذ عدة سنين، وانهم يتعرضون هناك للتعذيب، وابرزهم ايمن نوفل الذي اعتقل خلال عملية هدم الحدود الفاصلة بين القطاع ومصر في بداية العام 2008.
وتوفي في سجن برج العرب في الاسكندرية يوسف ابو زهري احد نشطاء حماس، وشقيق المتحدث باسم الحركة سامي ابو زهري، ورفضت العائلة تبريرات الامن المصري بانه توفي جراء عارض صحي، وقالت انه توفي بسبب التعذيب والصعق الكهربائي.
وجاء كشف حماس عن اعتقال الضابط المصري في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير مصرية عن وصول العلاقات بين الطرفين الى ادنى مستوياتها منذ 2005، وهو العام الذي شهد ارتباط الطرفين بعلاقات رسمية منذ توقيع اتفاق القاهرة للفصائل الفلسطينية.
وقالت صحيفة 'المصريون' في تقرير لها نشر امس ان اتصالات القاهرة بحماس باتت تقتصر على الجوانب الامنية وفتح المعابر ودخول قوافل الاغاثة، وان الاتصالات السياسية انقطعت بشكل تام فيما يخص ملفي المصالحة، وصفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل.
وبحسب 'المصريون' فان العلاقات بين الجانبين دخلت طريقا مسدودا، خاصة مع رفض القاهرة ادخال تعديلات جوهرية على ورقة المصالحة المصرية، علاوة على اتهامات حماس لها بضخ غازات سامة في الانفاق ادت الى مقتل اربعة فلسطينيين.
والمحت مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة الى ان استبعاد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي في حماس عن ملفي الاسرى والمصالحة 'قد يكون احد اسباب دخول علاقات الطرفين الى الطريق المسدود، خاصة وانه كان على علم تام بأدق تفاصيل الملفين'، وقالت ان الزهار 'كانت لديه رغبة قوية في اقرار المصالحة وتسوية ملف شليط، وهو ما اعطى استبعاده رسالة الى القاهرة بعدم جدية الحركة في اقرار المصالحة برعاية مصرية'.

اقرأ المقال من مصدره:http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\24z49.htm