زنجبار : لله ثمّ للتاريخ

زنجبار : لله ثمّ للتاريخ

أرض عربية إسلامية مكونة من جزيرتين رئيسيتين هما زنجبار و بمبا ، و تبعد هذه الأرض مسافة 25 ميلاً عن شاطئ إفريقيا الشرقي مقابل تنجانيقا . استوطن العرب المسلمون زنجبار منذ عدة قرون و منها نشروا روح العدالة الإسلامية مما ساعد على انتشار الإسلام في إفريقيا ، و يبلغ عدد سكانها زهاء المليون نسمة وفقاً لآخر الاحصائيات حوالي 97% منهم مسلمون ، و كانت زنجبار تحت الحكم الاستعماري البريطاني زمناً طويلاً إلى أن استقلت في العاشر من ديسمبر - كانون الأول سنة 1963م ، و قبلت عضواً في الأمم المتحدة يوم السادس عشر من الشهر نفسه .

أسباب نكبتها :

وقفت زنجبار في عهدها الاستقلالي في وجه التغلغل اليهودي في إفريقيا ، و بذلك خالفت خطة جيرانها من الحكام في دول إفريقيا الشرقية و على رأسهم القسيس جوليوس نيريري حاكم تنجانيقا . و نيريري هذا يرتدي ثوب التقدمية و يعمل في الوقت نفسه خادماً لليهودية العالمية التي تستغل عبيدها من الحاقدين على العروبة و الإسلام ، و اتضح موقف زنجبار الصريح المؤيد لقضية المسلمين الأولى -فلسطين- يوم رفضت حكومتها استقبال جولدا مئير سنة 1963م حيث كانت تزور دول إفريقيا الشرقية .

عندها شرعت الأفعى اليهودية في نفث سمومها و تدبير مؤامراتها ، فاهتدت إلى عميل يحمل إسماً إسلامياً هو (عبيد كرومي) مع أنه يهودي دونمه ، و كلفته أن يتعاون مع جوليوس نيريري للقضاء على الدولة المسلمة الفتية ، و رصدت إسرائيل الأموال اللازمة و وزعتها بسخاء على نيريري و وزير خارجيته اوسكار كامبونا و عدد من الضباط اليهود الذين يخدمون في معية نيريري ، و نال عبيد كرومي المجرم قسطاً كبيراً من المال اليهودي لأنه تعهد بتنفيذ الخطة مستخدماً عنصريته الإفريقية الحاقدة على العرب و مستغلاً التهمة الباطلة التي تصف عرب زنجبار بالمستعمرين !!!

المذبحة :

دبّر عبيد كرومي بمساعدة جوليوس نيريري و ضباطه من اليهود عملية ذبح العرب المسلمين في الجزيرة ، و فوجئ السكان يوم الأحد 12-1-1964 (و وفق مقطع الفيديو المرفق يوم 18-1) بالهجوم الوحشي الغادر على المنازل و الشوارع و المتاجر ، و كانت الأوامر صريحة تقضي بقتل كل عربي مسلم ، فلم ينقض ذلك اليوم الأسود إلا بذبح أكثر من خمسة عشر ألف مسلم دون تمييز بين الأطفال و النساء و الشيوخ ، و المقطعين التاليين يمثلان مشاهد قام فريق ايطالي بتصويرها أثناء حصول المذبحة وفق مصدر هذه المادة الفيلمية على موقع اليوتيوب :

https://www.youtube.com/watch?v=XqHi50YdAQQ

https://www.youtube.com/watch?v=40_ih4nNdoc

و استولى عبيد كرومي على السلطة بعد مجزرة لم يحدث مثلها في التاريخ الحديث الذي تبرز فيه الإدعاءات عن الحرية و العدالة و المساواة !!! و بعد إتمام المذبحة اختفى ضباط نيريري عن الأنظار و اكتفوا بتسليم مقاليد الأمور إلى خادمهم عبيد كرومي الذي شرع يقلد يهودياً خلّد التاريخ المزيف بطولاته و مذابحه ضد المسلمين و هو مصطفى كمال أتاتورك . و أخذ عبيد كرومي في إزالة الصبغة الإسلامية عن الجزيرة شيئاً فشيئاً ، و لكي يسند ظهره على قوة تضمن له الاستمرار في الطغيان و الإجرام ضم زنجبار إلى تنجانيقا في 26 نيسان 1964 ليصبح جوليوس نيريري رئيساً للدولتين المتحدتين تنجانيقا و زنجبار تحت اسم (تـنـزانـيـا) ، و تتمتع زنجبار بسلطة ذاتية واسعة .

و ترك نيريري لخادمه عبيد كرومي مطلق التصرف بشؤون زنجبار يمعن في إذلال الشعب المسلم و يحاول إبعاده عن أخلاقه و عاداته الإسلامية ، و كما فعل أتاتورك بالمسلمات في تركيا ، يفعل عبيد كرومي بالمسلمات المحصنات في زنجبار ، تشجيع على الإباحية و الرذيلة و هتك الأعراض ، حتى أنه أصدر مرسوماً يكره بموجبه الفتيات المسلمات على قبول الزواج من أي إنسان يتقدم إليهن دون النظر إلى جنسه و معتقده ، و كل فتاة ترفض أوامره تحبس و يحبس ولي أمرها .

عار الصمت :

و مرّت أحداث زنجبار و القضاء على هذا المعقل الإسلامي في غفلة بعض الدول العربية و الإسلامية و تآمر بعضها بل مساندتها و إسهامها في إنجاح تلك الجريمة البشعة ، و لم تحرك الدول العربية و الإسلامية ساكناً بل إن بعضها قد أظهر شماتة و فرحاً للقضاء على دولة إسلامية رجعية !!! هذا و لقي حكم عبيد كرومي المجرم ترحيباً في أوساط دول عربية ثورية عديدة .

يحكم زنجبار الآن الرئيس أماني عبيد كرومي ، و واضح من الإسم من هو هذا الرئيس !!!

المصدر : كتاب (الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام-عبدالله التل) + الصفحة الرسمية لزنجبار + ويكيبيديا + youtube .

و الله من وراء القصد .

شكراااااااااااا