التعريف بسنن الفطرة
ذهب أكثر أهل العلم إلى أن المقصود بها هي تلك السنن القديمة التي اختارها الله تعالى للأنبياء عليهم السلام وجبلهم عليها وفطرهم على محبتها واستحسانها، وجعلها من قبيل الشعائر التي يكثر وقوعها ليعرف بها أتباعهم ويتميزوا بها عن غيرهم قال ابن حجر في الفتح قال الإمام الخطابي ذهب أكثر أهل العلم إلى أن المراد بالفطرة هنا أي في حديث خمس من الفطرة السنة، والمعنى أنها من سنن الأنبياء، وقالت طائفة هي الدين، وبه جزم أبو نعيم في المستخرج، وقال النووي في شرح المهذب وجزم الماوردي وأبو إسحاق بأن المراد بالفطرة في هذا الحديث الدين
قال النووي إن الذي نقله الخطابي هو الصواب ؛ لما جاء في الصحيح عن ابن عمر أن رسول الله قال «من السنة قص الشارب»، وقد نبه شيخنا ابن الملقن على هذا، ولم أر الذي قاله في شيء من نسخ البخاري بل الذي فيه من حديث ابن عمر بلفظ الفطرة وكذا من حديث أبي هريرة نعم وقد وقع التعبير بالسنة موضع الفطرة في حديث عائشة عند أبي عوانة في رواية الفتح ،
وردت عدة أحاديث عن رسول الله تبين لنا من مجموعها هذه السنة ؛ منها
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب» متفق عليه
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال «عشر من الفطرة قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، ونسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة» رواه مسلم