كريمالسوفي
فــــريــــق الإدارة
المشاركات : 465 النشاط : 1273 السٌّمعَة : 4 سجل في : 31/08/2009 أوسمة العضو :
| موضوع: الفتنة صناعة صهيونية....ثروت الخرباوي الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 12:48 am | |
| الفتنة صناعة صهيونية (( وكأنني أسمع جدودنا في قبورهم وهم يلعنون هذه الفتنة ويلعنون من أوقدها ويصبون غضبهم على من أيقظها ، وأكاد أرى أحمد عرابي وعبد الله النديم ومصطفى كامل ومحمد فريد وجمال عبد الناصر ومعهم الأمير عبد القادر الجزائري والعلامة بن باديس ومالك بن نبي والشيخ البشير الإبراهيمي وجميلة بوحريد وهم ينظرون إلينا من وراء الحجب نظرة حنق )) أغلب الظن أننا لا نعرف الأديب الجزائري الكبير حسين ليشوري أو نعرف قدر إبداعاته الأدبية التي ترسخ لقيم وطنية حقيقية ، ولكننا بالقطع نعرف الزعيم الديني الجزائري الشيخ عباس مدني زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، أما عن الشيخ مدني فقد كتب بيانا حكيما عقب الأحداث المؤسفة التي تلت "موقعة" السودان والتصعيد المتبادل الذي وصل إلى درجة غير مسبوقة قال فيه بعد أن دعا إلى وأد الفتنة " متى كان المصرى ضد الجزائري أخيه ؟ ومتى كانت الجزائر ضد مصر أبدا هذا لن يكون ولن يكون أبدا" .. ومع ذلك لم يسلم الشيخ الوقور من صحافة الفتنة في الجزائر ونال منها ما ناله من غمز وتحقير وهو الذي على مشارف الثمانين . أما عن ليشوري فقد كتب مقالا رائعا عقب أحداث الفتنة الثانية ـ عفوا المباراة الثانية ـ يعزي نفسه ويعزي الأمة في وحدتها التي فقدتها عقب مباراة كرة ، وألقى باللائمة على يدٍ هنا ويدٍ هناك عبثت في الأمن القومي للأمة بأسرها إما بحثا عن مصالح خاصة أو تنفيذا لمخطط صهيوني محكم .. وأبدى ليشوري ذهوله وألمه من مشاهد حرق العلم المصري على يد مجموعة من الصبية الجزائريين الذين لا يعرفون قدر هذا العلم وقدر مصر التي لم تتأخر عن مساعدة إخوانها في كل الوطن وقت الشدة أو حتى في أوقات الرخاء . لم يكن بيان عباس مدني أو مقال حسين ليشوري ــ أو حتى بيان المثقفين الجزائريين الذي دعا عقلاء الأمة إلى التضامم لوأد تلك الفتنة ــ مجرد مبادرات فردية لا تعبر إلا عن أصحابها ، ولكنها كانت وطنية صادقة تعبر عن مشاعر حقيقية لغالبية الشعب الجزائري . فلم يكن أهلنا في الجزائر أو أهلنا في مصر ينتصرون في هذه المباريات، لوطن ولكنهم في حقيقة الأمر كانوا ينتصرون لفريق كرة ، والوطن لا يمكن تلخيصه في فرقة كرة أو ركلة قدم قد تصيب تارة وقد تخيب تارة أخرى .. إلا أن واقعنا في مصر وفي الجزائر جعلنا نفتقد لمشروع قومي يلتف الناس من حوله وينتصرون له فبات الانتصار معدوما إلا في مجالات اللعب والكرة .. ومن أسف أننا ـ مصر والجزائر ـ في ذيل الأمم في كل مجالات البحث العلمي والصناعة والزراعة والتعليم .. نحن ـ مصر والجزائر ـ شعوب فقيرة مغلوبة على أمرها معظمنا يقبع تحت حد الفقر ، نموت في حوادث القطارات والعبارات ونهلك من أمراض الكبد والسرطان الذي انتشر بالمبيدات المسرطنة .. ويهلك أهلنا في الجزائر من الفقر والجهل ـ أربعون بالمائة من الجزائريين تحت خط الفقر ـ وقتلاً تحت رايات التعصب الذي يتستر بالدين ، وغرقا أثناء التسلل بمركب متهالك إلى فرنسا .. زادت عندنا وعندهم معدلات البطالة إلى درجات مفزعة فأصبح ما يؤرق حكامنا ــ الذين حصلوا على دكتوراه في حكم الشعوب ـ هو البحث عن وسيلة لتفريغ احتجاجاتنا وثورتنا وتوجيهها في مجال آخر بعيدا عن رؤوسهم ، فكانت كرة القدم التي أصبح بموجبها حسن شحاتة ورابح سعدان شركاء ـ من الباطن ـ في حكم مصر والجزائر ، إذ بدونهما ستكون العاقبة وخيمة على رأس حكوماتنا ، لذلك كان لا بد من التوظيف السياسي لكرة القدم وتحويلها من مجرد لعبة إلى مشروع قومي يلتف الناس من حوله ويعتبرونه هو الوطن ، فإذا انهزمنا فإن الوطن هو الذي انهزم وإذا فزنا فاز الوطن ، من أجل هذا لم نر الناس عندنا ترتفع مشاعرهم الوطنية إلى عنان السماء بعد حرب أكتوبر إلا قبل وأثناء هذه المباراة وكأن الجزائر هي إسرائيل !! ولم نر وطنية إخواننا من شعب الجزائر تصل إلى هذه الروح المقاتلة العنيدة بعد ثورة الجزائر التي بدأت عام 1954 إلا عند هذه المباراة ، وكأن جهادهم ضد الاستعمار لا يزال متواصلا وكأن مصر هي الاستعمار !! . من أجل هذا كله فإنني لا أظن أن الهوس الذي حدث بين البلدين الشقيقين مبعثه وطنية حقيقية ، ولكنها للأسف الشديد وطنية مزيفة تم تسييسها لمصلحة فئة بعينها ، كما لا أظن أن الأعلام التي تم رفعها كانت أعلام البلد الحقيقية ولكنها كانت أعلام مشروع وطني وهمي لا يتغذى إلا على التعصب الغبي .. ولذلك كان من ظني أن يقف العقلاء من النخب المتميزة من البلدين موقفا عاقلا موجها لمشاعر الجماهير إلى وجهتها الحقيقية ولكن للأسف تراجعت معظم النخب واختبأت خلف صيحات المتعصبين دون أن يكون لها أثر . وإذا كنت لا أحب التترس خلف نظرية المؤامرة إلا أن أصابع الصهاينة كانت ظاهرة بلا خفاء .. فقد انتهزت إسرائيل الفرصة فأوقدت الفتنة بيننا .. فها هو صحفي إسرائيلي يتم القبض عليه في مصر وهو يلتحف بالعلم الجزائري بعد المباراة الأولى ويهتف ضد مصر هتافات مستفزة .. وهاهي الشائعات المصنوعة بدقة ــ وهي شائعات مركزها الرئيسي تل أبيب ـ تجد طريقها للإفساد على يد صحافة جزائرية مفسدة تروّج عن مقتل عدد من الجزائريين في القاهرة عقب المباراة الأولى ، وكان من المؤسف أن تتأخر السلطات الجزائرية في نفي هذه الشائعات حتى أن النفي جاء على استحياء رغم أن صاحب أي عقل في الجزائر كان يدرك أن هذا الخبر لو كان صحيحا لقامت الجزائر فورا بإبلاغ "الفيفا" بغية إلغاء نتيجة المباراة ، وهاهي الصحافة الجزائرية الرسمية تنطلق في وصلة سب بذيء وتعيير بالفقر للشعب المصري مع أننا " في الهوا سوا " وتقارن بين مصر والجزائر فيكتب أحد المأجورين في صحيفة الشروق " إن بلد المليون شهيد سيهزم بلد المليون راقصة " !! ويكتب آخر "إن مصر تنام في حضن إسرائيل" !! وهاهي الفضائيات المصرية الخاصة تطلق عنان انفعالاتها غير المسئولة وتهاجم في رعونة وجهالة الشعب الجزائري وتسلب منه عروبته بل وإسلامه .. وهاهو إعلامي مصري ينتفض غاضبا بعد أحداث السودان طالبا قتل الجزائريين في مصر !! ولاعب معتزل يعلن أنه سيكون مشجعا لإسرائيل لو لعبت مع الجزائر !! وهاهي صور مفبركة عبر الفيس بوك تزعم أن الجزائريين كانوا يحرقون المصحف في المدرجات وكأن المصحف هو كتاب المصريين وحدهم دون باقي المسلمين !! مع أن الواضح من الصور المفبركة أن المصحف كان في يد أحدهم مصونا وكانت بضعة أوراق لا هوية لها تحترق بجوارهم !! وانفلت الزمام من بين أيدينا جميعا وضاعت البوصلة وتحول الوطن إلى فريق كرة قدم وتحولت الشعوب إلى جمهور متعصب يسعى إلى الثأر من الجمهور الآخر حتى ولو كان بقتله والتنكيل به .. فإذا كانت الخلافات صناعة عربية إلا أن الفتنة صناعة صهيونية . ثروت الخرباوي | |
|