هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 عقرب (( نماذج مختارة من إبداع إبراهيم درغوثى ))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كريمالسوفي

فــــريــــق الإدارة


فــــريــــق الإدارة
كريمالسوفي


المشاركات : 465
النشاط النشاط : 1273
السٌّمعَة السٌّمعَة : 4
سجل في : 31/08/2009
أوسمة العضو : عقرب (( نماذج مختارة من إبداع إبراهيم درغوثى )) Admin

عقرب (( نماذج مختارة من إبداع إبراهيم درغوثى )) Empty
مُساهمةموضوع: عقرب (( نماذج مختارة من إبداع إبراهيم درغوثى ))   عقرب (( نماذج مختارة من إبداع إبراهيم درغوثى )) Emptyالجمعة ديسمبر 11, 2009 9:43 am

. عقرب (( نماذج مختارة من إبداع إبراهيم درغوثى )) Pbj0MiRiWRNZCTDc



الصندوق
قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي/تونس



طوابيرطويلة واقفة أمام الباب منذ الصباح الباكر تتدافع بالمرافق والمناكب و يتصايح أصحابها و كأنهم في يوم الحشر.
ثم يدخلون الواحد وراء الآخر إلى قاعة فسيحة ملأى بالرجال المهمين. يختارون أوراقا حمراء وصفراء وبيضاء وخضراء وزرقاء وبرتقالية وبنفسجية ووردية ويمرون من أمام صندوق من البلور الشفاف، فيضعون الأوراق في قلبه ويخرجون من باب القاعة وهم ينظرون إلى القفل الأصفر الذي يغلق فم الصندوق على قوس قزح.
في المساء يرفع الصندوق كالعريس على الأكتاف ، ويفتح القفل لعد الأوراق .
والغريب في الأمر أن الرجال المهمين المكلفين بفرز الأوراق لا تتعبهم العملية، فينجزون المهمة بيسر وسرعة لأن قوس قزح صار ذا لون واحد !!! لون رمادي كئيب ...



المعتقل
قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي/ تونس



عند الفجر، جاء العسس يدقون بأحذيتهم الغليظة أرض المعتقل .
أفاق من نومه قبل أن يفتحوا عليه الباب ، وجلس يفرك عينيه بيديه اللتين كاد يجمدهما البرد .
أشار له قائد المفرزة بالوقوف ، فوقف . ومشى رجال الشرطة العسكرية فمشى أمامهم .
حين وصلوا ساحة تنفيذ الإعدام، رأى جمعا من السجناء مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين ، فقال في قلبه : ما أكثرهم في هذااليوم الشاتي. ولم يزد ، فقد اعتاد على عمله .
ومد له قائد المفرزة السكين ،فبدأ في ذبح الرجال المكومين على الأرض
وحدا وراء الآخر وهو يذكر اسم الله وراء كل رأس تقطع.




الوصية الثالثة

قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي/ تونس


قبل موتها بساعات طلبتني أمي، فوقفت عند رأسها إجلالا ورهبة، فدعتني للجلوس و قالت :
- أوصيك يا بني بثلاث،
اعرف متى تفتح الأبواب و متى تغلقها .
و اترك لك دائما بابا سريا لا تطلع عليه أحدا لتنسحب منه عندما تسد في وجهك رحمة السماء و الأرض.
و أغمي عليها، فماتت دون أن تكمل الثالثة…
و ها أنا، و منذ ذلك الحين، أدقعلى وجه السماء
و الأرض بحثا عن الوصية الثالثة…




أمومة

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي/ تونس


في المساء ،
رأيتها ممددة على جنبها الأيسر ، ترضع جراءها .
عيناها – لون العسل – مفتوحتان .
والجراء الخمسة ترضع الحليب من الضرع وتتناوش بالمخالب الصغيرة .
والكلبة نائمة على جنبها الأيسر .
كلبتنا التي لم تعرف اسما، والتي تسبق كل يوم والدي إلى الحقل، ولا تعود إلا في المساء.
تنبح على الغريب.
وتفرح بالصديق .
وتسهر قدام زريبة الحيوانات.
شتاء السنة وصيفها .


في الصباح
رأيتها ممدة على جنبها الأيسر ترضع جراءها .
ورأيت كدسا من الذباب الأخضر يحوم حولها .
اقتربت منها .
ورفعت جروا.
سال الحليب من بين شدقيه ،وهر.
تركته يسقط، فعاد إلى الثدي يمتص منه الحليب .
وعدت أرفعه، فعاد الحليب يسيل من بين شدقيه ...
وطن الذباب الأخضر ،
وحط على الكلبة الميتة.




نبوءة

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي/ تونس



عن أمي، عن جدتها،عن جد جدها، عن سيدي و مولاي علي بن حفص أنه قال :
سيجف هذا النبع و سيلعب الرجال " الخربقة "* في حوضه اليابس كسطح السبخة في أيام الصيف ، في يوم قادم قريب.
و كنت أخوض و أسبح في مياه النبع، و أنا طفل صباح مساء خاصة في أيام الصيف القائظة دون أن ألتفت إلى
كلام الولي الصالح الذي مات منذ قرون .
و كنت أضحك من نبوءة الشيخ التي لا تكف أمي عن ترديدها و أنا أرى الماء يتدفق من العيون النضاخة، عيون النبع السبعة .
و عدت إلى البلاد بعد غيبة عشرين سنة. و مررت بالصدفة من أمام النبع فسمعت الأطفال يتصايحون ، ورأيتهم يجرون و يلهثون.
كانوا يلعبون مقابلة في كرة القدم ، في حوض النبع الجاف كالسبخة في أيام الصيف.
وقفت أتأمل الأطفال و هم يلعبون و أنا أضحك من نفسي هذه المرة .

* الخريقة : لعبة شعبية يلعبها رجال الصحراء لتزجية الوقت شبيهة بالدامة.



وجه في المرآة

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي/ تونس

أطل من شباك بيته، فرأى وجهه في مرآة جارته الشابة التي تركت شباكها مشرعا على السماء. حرك له لسانه وغمز له بعينه ولاعب له حاجبيه،وعندما سمع خطى الجارة، هرب من وراء الشباك...
لكن وجهه ظل هناك يسخر من خوفه،ويغمز للجارة الشابة..




الشهيد
قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي / تونس


وأنا أدخل باب الجبانة واجهتني الحفرة كجرح نازف منذ بدء الخليقة ،
فذهبت أسأل حارس المقبرة عمن نبش هذا القبر .
قال إن رجالا مهمين جاءوا منذ يومين يجمعون بقية عظام شهداء الثورة ليدفنوها في مقبرة الاستقلال.
فقلت له إن هذا قبر الحركي الذي دل جيش فرنسا على مكان اجتماع الثوار فهاجموهم على حين غرة وقتلوا هذا الذي مازال راقدا هنا تحت التراب بينما فر بقية رفاقه تحت جنح الظلام .
قال : تشابهت علي القبور فأشرت عليهم بهذا ، وأشار إلى الحفرة التي حوت قبر الرجل الذي عاد الثوار فذبحوه بعدماغادر جيش فرنسا الحي
وقال : لقد ضرب له ضابط ، سلام تعظيم ، بعدما غلفوا الصندوق الذي حوى رفاته بعلم الوطن .
نظرت إلى قبر الشهيد الراقد في جبانة الغرباء و ابتلعت لساني.







الكرسي

قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي/ تونس

عرفته خجولا، لا يجرؤ على جرح وردة ،
مستقيما كغصن البان ،
لطيفا كأحسن الظرفاء ،
ودودا كأعزالأحباب،
صادقا كنبي ،
رحيما كإله ...

ثم جلس على الكرسي الوثير ...



عقرب
قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي / تونس


وقف أمام الباب أكثر من مرة . كانت الحيرة تحوم في الجو ثم تحط فوق كتفيه كالرصاص المذاب . ترك الباب نصف مفتوح وعاد من جديد إلى الداخل .أشعل جهاز التلفزيون . أطفأه بعد دقيقة . وضع شريطا في المسجل . أخرجه قبل أن تصدح الموسيقى . تمدد على السرير . أغمض عينيه ، ثم فجأة قام . اتجه نحو الحائط وضربه بجمع يده . كان الألم الذي نبت فجأة في زنده ، تحت ساعة اليد فضيعا .كان يخزه باستمرار . يتوقف لحظة ثم يعود كأعنف ما يكون الألم . حك زنده حتى سال الدم ، وانتفخت الذراع .
وعاد إلى الحائط يضربه بعنف ...
ولم يتوقف عن الضرب ، إلى أن انهارت قواه .
همس وهو يسقط تحت الجدار :
- ما أقسى لسعة هذه العقرب ...

عقرب الساعة.



طموح

قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي/ تونس



شاهدته يجمع بقايا السمك المتساقط منشباك الصيادين في الميناء.
قال لي صياد هو طفل يعيل إخوته بعدما مات أبوه في البحر.
اقتربت من سلته الصغيرة فرأيت في عينيه ذكاء و فطنة.
سألته:
- هل ستعود إلى البحر عندما تشب؟
رد ضاحكا:
- عندما أكبر، سأصير وزيرا...




رؤيا
قصة قصيرة جدا

ابراهيم درغوثي/ تونس


زعموا أن ملكا عاش في الزمن الغابر ، ظل على مدى سبع ليال يرى في منامه أنه يعوم في مسبح مملوءا دما و أن الملك نادى منجمي دولته وطلب منهم تأويل هذا الحلم المزعج .
فسكت المنجمون عن الكلام المباح، إلا أن أحد الوزراء وشوش في أذن الملك أنه يتملك حقيقة في بستان القصر سبعة مسابح تعبأ كل صباح بدم يفور منه البخار.




أبدية

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي/ تونس


إلى داروين الحكيم

هذا الجسم الذي يتحلل الآن داخل القبر تتصارع بين جنباته ملايين الخلايا.
يفني بعضها البعض.
وحدها،خلية كالهباء تنجو من الهلاك.
تظل متيقظة في عزلتها تنصت لصرير الحياة
من خلال الظلام.


بروموثيوس

قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي/ تونس



قرأت قصته العجيبة في مجلة أدبية ، فقررت الذهاب لإنقاذه من هذا العذاب الأبدي ، وأنا أقول لنفسي : غريب أمر البشر، رب يعيش في السماء بين الأرباب ، عيشة الأرباب ولكنه يشفق على البشر الذين يموتون من البرد والصقيع ، فيضحي بهنائه من أجلهم . يسرق النار من السماء ويهبط بها من أعلى عليين حتى يسعد بها الإنسان ويملأ حياته بالدفء والمسرة . فيغضب عليه الآلهه ويوقعون به عذابا لا ينتهي : يحكم عليه مجلسهم بالنفي فوق جبل من جبال القوقاز تكسوه الثلوج على مدار السنة ويوكلون به كركي يأكل من كبده . وكلما انتهى منها عادت كما كانت ليعود الكركي فيأكلها من جديد . و " بروموثيوس " صابر لا يشتكي ولا يتأوه . هكذا منذ الزمن الغابر حتى يوم الناس هذا .
قرأت القصة فذهبت لإنقاذه من هذا العذاب . قلت لا يهم إن وصلت متأخرا بعض الشيء ، فالمهم إنقاذ هذا الرب من عذابه .
اشتريت مسدسا حشوته بستة رصاصات وذهبت للبحت عن طائر الكركي بعد أن استخبرت عن جبل الرب المعذب من رعاة يعيشون قريبا منه ، فدلني أحدهم على الجبل وحذرني من المغامرة قائلا إن من ذهبوا في ذلك الطريق ما عاد منهم أحد . ولكنني صممت على المغامرة وليكن ما يكون . ومن شعب إلى شعب ، ومن جبل إلى جبل ، حتى رأيت الكركي بالعين المجردة ينقر في جنب بروموثيوس ويأكل من كبده .
لم أصبر ، فاستللت المسدس من جنبي ، وأطلقت النار على قلب طائر العذاب ، فسقط يتخبط في دمائه بين رجلي الرب الواقف بجلاله فوق قمة الجبل .
رأيت النار تشتعل في ريش الطائر وتتحول إلى أشعة من نور .
ورأيت الرب يتحسس مكان الجرح بيدي الإله الرهيفتين كنسيم الربيع ، ثم سمعته يقول :
- الآن بدأ عذابي ...
وانحدر من قمة الجبل يمشي برجليه الحافيتين فوق الحجارة المسنونة ، والحصى الصغير يسبقه نحو الهاوية ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عقرب (( نماذج مختارة من إبداع إبراهيم درغوثى ))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات عطر الأدب :: عذب الكلام و الخواطر-
انتقل الى:  
free counters
جميع الحقوق محفوظه بموقع العلم و المعرفة .. أهلا بكم في عالم المعرفة والابداع